مقياس النيل

 مقياس نهر النيل

بقلم / هند أحمد. 



- في موضوعنا هنتكلم عن أحد أهم المعالم الأثرية الإسلامية ؛ التي تركت بصمة في تاريخ حضارة مصر ، وهو قياس نهر النيل بالروضة. 

- عرف المصريون منذ أقدم العصور بتشييد المقاييس في شتي أنحاء البلاد ليتعرفوا علي ارتفاع النيل نظراً لعلاقته الوثيقة بتحصيل الضرائب ، وري الأرض .


- موقع مقياس نهر النيل :- 

- يوجد في جزيرة الروضة بمنطقة المنيل بمحافظة القاهرة ، أحد مقاييس النيل ، وهو من المنشآت التي شيدت في العصر العباسي .


- إستخدام مقياس نهر النيل:- 


- كان يستخدم لقياس فيضان النيل ، وعلي أساسه كان بيتم تحديد الضرائب في العام الزراعي المقبل .


- تاريخ مقياس نهر النيل :- 



- يعد المقياس الحالي بجزيرة الروضة ثاني الأثار الإسلامية قِدماً بعد البقايا التي لا تظل قائمة في جامع عمرو بن العاص ، وينسب المقياس أيضاً إلي العصر العباسي .


- يعتبر هذا المقياس من المنشآت المعمارية الوثيقة بحضارة مصر ، وما شيد منها لقياس مناسيب المياه في نهر النيل .


- بقي المقياس بحاله جيده ؛بفضل أعمال الصيانة ، والإصلاح التي قامت بها الحكومة في 1927 م .


- وهو أول مقياس شُيد في العصر الإسلامي ؛ أقامه ( أسامه بن زيد ) عامل الخراج من قِبل الوليد بن عبدالملك ، في جزيرة الروضة ، سنة 96 هجرياً ( 715 م ) ، ثم أعاد عمله في السنة التالية في خلافة سليمان بن عبد الملك .


- أجمع المؤرخون علي أن هذا المقياس بني في سنة ، ( 861 م ) ، بأمر المتوكل الخليفة العباسي ، ونسبه البعض إلي الخليفة المأمون .


- ذكر المؤرخ (ابن خلكان) صاحب " وفيات الأعيان " ، مايؤكد أن اسم الخليفة المتوكل كان محفوراً علي الحجر في نص تسجيلي علي شريط يحيط بفوهة البئر من أعلاها ، ومعه تاريخ بنائها في ( 861 م ) ، وأن البئر قد بُنيت علي يد (أحمد بن محمد الحاسب ) .


- تفاصيل ، ومراحل إنشاء مقياس النيل بالروضة :- 


- المقياس أثري ، وهو عبارة عن عمود رخامي مدرج ، ومثمن القطاع يعلوه تاج روماني يبلغ طوله ( 19 ذراع ) محفور عليه علامات القياس .


- مراحل العمل وضع لها تنظيم ، وتوقيت دقيقان ، وكذلك من أول البدء في حفر البئر ، والأنفاق الموصلة إليها ؛ حتي الإنتهاء من العمل في بناء البئر من حيث جدرانه ، وأنفاقه ، والعمود الذي وضع في محور البئر تماماً .



- الحفرة التي أنشئت لبناء البئر كانت مربعة ، لا يقل ضلعها عن عشرة أمتار ، ولا يقل ارتفاعها عن 12 متر ، فكان الأمر بيستلزم حفر 1200 متر مكعب علي الأقل من الأتربة ، والطين .


- يتوسط البئر عمود مربع مشيد بأحجار مهذبة في بنائها ، أن يزيد سمكها كلما زاد العمق ، وعلي هذا شُيد البئر من ثلاث طبقات ، السفلي علي هيئة دائرة يعلوها طبقة مربعة ضلعها أكبر من قطر الدائرة ، والمربع العلوي ، والأخير ضلعه أكبر من المربع الأوسط .


- ويوجد علي العمود نقش بالكوفي ؛ لأية قرآنية .


- يدل سمك الجدران ، وتدرجه علي هذا النحو ، علي أن المسلمين كانوا علي علم بالنظرية الهندسية الخاصة بإزدياد الضغط الأفقي للتربة كلما زاد العمق إلي أسفل .


- ذهبت بعض النقوش ، والأغطية الرخامية من المقياس ؛ نتيجة لعمليات الترميم التي كانت تجري للمقياس .


- وقد نال مقياس نهر النيل عناية عظيمة من حكام مصر ، باعتباره شريان الحياة فيها ، إذ تعتمد عليه حياة المصريين .


- وكانت الضرائب تفرض علي حسب حجم الفيضان السنوي .


- وعرف الموظف المسئول عن المقياس بإسم صاحب المقياس .


- وكان يقيس الزيادة بالمقياس كل يوم عصراً .


- وكذلك كان يقارن مستوي الزيادة في الماء كل يوم بما قبله من ذلك اليوم في العام ، حيث تُدون في سجل يرفع إلي أُولى الأمر .


- وكان الأمر يظل سراً إذا انحط مقدار الماء عن المقدار المطلوب ، حيث يجب ألا يعلم الناس بذلك .


- وعندما يبلغ الماء (16 ذراعاً ) أو ( 8.4 متراً ) أو ( 27.5 قدم ) ، تعم البشري بذلك ، و يحتفل الناس بهذه الزيادة .


- واعتمدت الزراعة في مصر منذ عصور ما قبل التاريخ علي مياه نهر النيل ، و غمرها السنوي المستمر للأراضي المصرية .


- واستمر استخدام هذا المقياس حتي بداية القرن ال 20 .


- و بذلك يعتبر مقياس النيل من أهم نماذج العمارة الإسلامية في مصر 

تعليقات