المدينة الغارقة

 المدينه الغارقه

بقلم /احمد عمر 



بتحكي الاسطوره ان اكثر من 1000 سنه في شمال شرق الاسكندريه في سر دفن تحت الماء وهو مدينه اسطوريه كانت موجوده من اكثر من من 2000 سنه واختفت بكل الكنوز اللي فيها .

اصل المدينه الغارقه :_



 (هرقليون او ثونيس ) كلمه متفرقه فى نصوص قديمه عن مدينه مصريه او مدينتين كانت بمثابه بوابه مصر القديمه للبحر المتوسط و واحده من اهم موانع المنطقه على الاطلاق قبل انشاء الاسكندر الاكبر لمدينه الاسكندريه كانت المنطقه قديما فيها عدد كبير من الجزر لكن مع مرور الوقت اختفت الجزر بشكل غامض وكان معهم المدينه المصريه ،ولكن باستثناء النصوص القديمه لا يوجد اي دليل ملموس يدعم حقيقه وجودها ولا يوجد اي شيء متبقي منها ومن معالمها ولكن هل معنى هذا ان المدينه كانت مجرد اسطوره او حقيقه اختفت من سجلات التاريخ مثل ما اختفت من على الارض؟وفي انتظار اكتشافها٠

 هل من الممكن ان يكون لدينا مدينه اسطوريه على بعد كيلوات من شواطئ الاسكندريه موجوده من اكثر من 1000 سنه ولا نعلم عنها اي شيء ٠

اهلا بكم في حقيقه المدينه الغارقه تحت الماء :_

بطل رحله البحث عن المدينه المصريه الغارقه تحت الماء هو العالم الفرنسي فرانك جوديو الذي يعتبره المجتمع العلمي رائد علم اثار ما تحت الماء الحديث وبالرغم ان العالم غير دارس لعلم الاثار ولا العلوم المتعلقه ب عالم البحار هو عالم في علم الاحصائيات والرياضيات وهذه هي التخصصات التي يستخدمها افضل استغلال في رحله بحثه عن المدينه المصريه الغارقه ده لو كانت موجوده.



-وكل ما في هذا الامر ان فرانك كان شغوف بعلم الاثار وعالم ما تحت البحار وقرر في الثمانينات استقالته من عمله كمستشار اقتصادي ومالي وكرس حياته لمجال اثار تحت الماء وبالفعل نجح في الكشف عن حطام عدد كبير من السفن الغارقه من مئات السنين من هم السفينه الحربيه الاسبانيه سان دياغو والتي غرقت عام 1600م والتي اكتشفها هو وفريقه البحثي في اوائل التسعينات وفي هذه الفتره سمع فرانك عن اسطوره غامضه من عالم اثار حيث تنص عن نصوص قديمه ذكر فيها اسم مدينه او مدينتين موجودين بمنطقه دلتا النيل بموقع خليج ابي قير في وقتنا الحالي ولكن لا يوجد اي دليل عن حقيقه وجودهم باستثناء النصوص القديمه بالاضافه الى الدعاء طيار بريطاني في فتره الاربعينات اثناء مروره فوق المنطقه تخيل بوجود اجسام غريبه تحت سطح الماء تشبه معالم اثريه ولكن لا يوجد من اهتم وبحث عن صحه كلامه وبالرغم من عدم وجود الادله وغموض المعرفه حول المدينه وصعوبه تصديق وجود مدينه كامله تحت الماء الا انه قرر الذهاب للبحث عنها في بدايه عام 1996 م انه ينطلق في رحله بحث عن حقيقه المدينه المصريه الغارقه وكان اول من واهم سؤال كان يجب الاجابه عليه هو الموقع المحتمل للمدينه ومن اين يبدا رحله البحث؟



وكان الموقف معقد جدا له حيث كان لا يوجد مصادر كثيره يعمل عليها وكان معظم علماء الاثار ليس لديهم اي فكره عن هذه المدينه بل انها همسات الحديث عنها والاشاعات التي ظهرت عن حقيقه وجودها افتقدت لاي ادله وحولتها لمدينه اشبهتها بمدينه اطلنطس الاسطوريه ولم يكن معه اي دليل لوجود المدينه غير بعض النصوص القديمه التي لم تقدم غير تلميحات بسيطه عن المدينه بدون اي تفاصيل ولكن المؤرخ الاسطوري هيرودوتس

كتب في القرن الخامس قبل الميلاد عن معبد ضخم تم بناءه في موقع نزول البطل هركليز للمره الاولى في مصر وتكلم عن اختفاء هيلين اجمل نساء الارض مع حبيبها بارس في مدينه يطلق عليها هيرقليون في الاحداث المؤديه لحرب طرواده وبعد اربع قرون من الزمان وصف المؤرخ والجغرافي هل يوناني استرابو مدينه اسمها ثونيس وذكر معها مدينه هرقليون وحدد موقعها في الفرع الجنوبي وهو فرع رشيد حاليا وظهر اسم المدينه للمره الثالثه في نص ديدودو رس الصقلي يرجع تاريخه الى الفتره من عام 60الي 30 قبل الميلاد وبعدها ساد الصمت عن اي شيء له علاقه بمدينه هرقليون وعلى اساس انها لم تكن موجوده اصلا ولا يدل عليها الان نصوص معدوده واسماء متفرقه فى اللغه المصريه القديمه.

_-ولكن هل هذه النصوص حقيقيه ام قصص على غرار قصه افلاطون ؟؟



ولكن بعد رحله تحضير في المصادر التاريخيه قرر فرانك تشكيل فريق بحثي للنزول لمصر والبحث عن المدينه الغارقه وطلب من السلطات المصريه ان تمنحه تصريح لبعثه استكشافيه بالقرب من شاطئ الاسكندريه في خليج ابي قير ولكن تحدث الناس عن فرانك انه كيف يجد المدينه المصريه الغارقه وهو غير درس او متخصص بعلم الاثار او التاريخ او علوم تحت الماء ولكنه متخصص في علم الاحصائيات والرياضيات ولكنه كان ينظر ل نقاط القوه و للمسائله نظره معلم رياضيات مع الشغف وحماسه للفكره تحرك فرانك بصوره مدروسه مع فريقه البحثي على اعلى مستوى ضم فريقه علماء دوليين في علوم الاثار والتاريخ والجيولوجيا وفيزياء الارض بالاضافه الى الباحثين في علم المصريات وفريق من الغطاسين المحترفين ونجح" فرنك" في كسب ثقه السلطات المصريه وحصل بالفعل على التصريح اللازم ليبدا العمل وبالرغم من كل ما حضره فرنك قبل إنطلاقه بالمهمه الا ان حجم خليج ابي قير صدمه على الطبيعه ولم يكن يعلم هو وفريقه كيف يبدا وفي النهايه توصل لتمشيط منطقه كبيره الحجم تصل مساحتها الى حوالي 150 كيلو متر ولكن كل المحاولات المبدئيه للعثور على المدينه باءت بالفشل و خصوصا مع تلوث المياه و طينه النهر و صعوبه الرؤيه وكانت هذه العوامل كلها صعبت من نجاح المهمه حتى مع الاستعانه بعوامل المسح التكنولوجي المتاحه في هذا الوقت.

 وفي هذا الوقت كان فرانك يبحث عن تقنيه جديده تسهل عليه الوقت والمجهود وتوفر له قياسات وبيانات اكثر دقه عن ارض المنطقه التي يبحث فيها ونجح بالفعل في عمل اتفاقيه مع لجنه الطاقه الفرنسيه البديله والطاقه الذريه لتطوير جهاز رنين مغناطيسي نووي لقياس المجال المغناطيسي للارض ويوفر خريطه دقيقه عن قاع البحار وعن اي اجسام في قاع البحر وبعد اربع سنوات في التنقيب ورسم خرائط المنطقه بدا ظهور البيانات عن وجود مناطق واعده واحتمال وجود اجسام غريبه فيها ومن هنا بدات رحله البحث عن اطلنطتس المصريه في اتخاذ منحني مغاير تماماً .

_- في العام الاول من الالفيه الجديده وعلى بعد سته ونصف كيلو متر من شواطئ الاسكندريه و عمق 10 امتار من سطح المياه عثر فريق الغطس علي قطع حجريه ضخمه من الحجر الجيري مصطفه بجوار بعضها البعض وسط احتمالات عنها انها جزء من اسوار المدينه واعتمادا على قياسات من اجهزه المسح والبيانات التي وجدوها كانت النتيجه العثور على جدار من الاحجار الجيريه ممتد بمسافه 150 متر في الجنوب وجدار اخر موازي له في الشمال ومع اكتشافهم للجدار تم العثور علي نصب اثري من كتله حجريه مجوفه تشبه التابوت .

 غرفه المذبح:_-



 التي تقدم فيها القرابين للالهه بالمعبد الرئيسي بالمدينه والنقوش التي تم اكتشافها عليها اكدت ان التمثال الموجود بالداخل هو تمثال الملك امون مع عدد من بقايا معبد امون وابنه خونسو اله القمر عند المصريين وايضا تم العثور على عدد من التماثيل العملاقه اجزاءها منفصله عن بعضها ولكنها بحاله جيده وتضم ايضا تمثال من الجرانيت الاحمر للإله حابي سيد النهر واله الخصوبه عند القدماء المصريين وايضا تماثيل لعصر البطالمه يصل ارتفاعها الى خمسة امتار وتم ايضا العثور على لوح تذكاري ذهبي يوجد عليه نقوش باللغه الاغريقيه مما يفيد انشاء نصب تذكاري للبطل الاسطوري هركليز في المدينه وايضا كان للمدينه اهميه دينيه عند المصريين والاغريق وهذا يدل عليه الاثار المكتشفه لعدد من بقايا المعابد والتي تضم مذابح اعتاد المسافرين على تقديم القرابين والهبات فيها وكانت اهميه المدينه الدينيه لا تقل عن اهميتها التجاريه و تاكد الباحثين عن اكتشافات على احتواء ميناء المدينه على عدد ضخم من الاحواض واهميته كمركز تجاري دولي في المنطقه وتم اكتشاف مئات المراسي القديمه بواسطه الباحثين بخلاف اكثر من 60 حطام لسفن يرجع تاريخها في الفتره ما بين القرن السادس للقرن الثاني قبل الميلاد وكل هذا بمثابه شهاده بليغه على كثافه النشاط البحري في هرقليون المدينه الغارقه وشملت اكتشافات البعثه عدد كبير من العملات المعدنيه والمجوهرات والتماثيل الصغيره والتوابيت والاواني الخزفيه منها قطع عليها كتابات بالهيروغليفيه واخر عليها كتابات بالاغريقيه في اشاره مدى تلاحم الحضارتين مع بعضهم من بعض ودور المدينه في الجمع بينهما واستخدم فريق الغطاسين اجهزه شفط لشفط الرمال من المواقع التي يظهر بها مؤشرات عن اي اثار وبعد ذلك بدأو في حفر مربعات ضخمه حاول كل جسم تم العثور عليه وكان يتم رفع الاثار الصغيره عن طريق شبكه او سله بلاستيكيه او ما يشبه بالبالون ويتم رفع الاثار الضخمه عن طريق الروافع بعد تامينها .

-_وفي هذه اللحظات كان "فرانك" وفريقه البحثي مقتنعين انهم بصدد اكتشاف مدينتين وليس مدينه واحده وهما "هرقليون وثونيس "ولكن احد اهم اكتشافات البعثه قدمت اجابات مختلفه ومفاجئه لهم وللعالم كله وفي يوم عثر الغطاسين على حجر جيري ضخم لونه اسود ومن اللحظه الاولى لخروجه على السفينه كان واضح ان الحجر عباره عن لوحه تذكاريه محفوظه في حاله ممتازه ولا يوجد به اي كسور تقريبا وفي فتره قصيره تم ترجمه الرموز المنقوشه على اللوح وهنا كانت المفاجاه كانت الترجمه لنص يفرض ضريبه 10% علي بضائع السفن الاجنبيه التي تقدم منتجاتها فى السوق المصرى بالمدينه والمهم هنا كانت اشاره لموقع المدينه واسمها تم ترجمه جزء من النص وهو التالي (يأمر الفرعون بوضع هذا اللوح في مدينه ثونيس ) وهنا تاكد الفريق البحثي ان هرقليون هي ثونيس وكان ثونيس هو الاسم المعروف للمدينه عند المصريين القدماء في وقت اطلاق الاغريق عليها اسم هرقليون مثل مدينه البتراء كانت تعرف بين اهلها باسم الرقيم ومن خلال الاكتشافات التاليه بدا الفريق البحثي برسم حدود المدينه و تصور شكلها ومساحتها وتم استنتاج وجود شبكه من القنوات امتدت حول المدينه والجزر المحيطه بها ولنتخيل حجم المدينه يوجد تصريح عجيب لفرانك يقارن بين المدينه المصريه القديمه وبين مدينه بومباي الرومانيه حيث يقول على الرغم ان بومباي مدينه صغيره الحجم الا ان عمليات التنقيب عن الاثار بها بدات في القرن التاسع عشر و مازالت ساريه حتى الان ولكن مدينه هرقليون تغطى مساحه تقدر بثلاثه اضعاف مساحه بومباي .

الادله الصحيحه عن نشأة هذه المدينة:_



استنتج الباحثين من الادله والاثار التي وجدوها ان المدينه تم انشائها في القرن الثامن قبل الميلاد ان و انها في الراجح تعرضت لعدد من الكوارث الطبيعيه ما بين زلزال وتسونامي وجود ارضى وارتفاع في منسوب المياه حتى انتهت بالغرق في البحر واختفت المدينه وهيبتها تدريجيا بعد تقديم الاسكندريه نفسها سريعا باعتبارها الميناء الابرز في مصر وبعد غرقها في اعماق البحر خفت الامواج اثارها وخفضت صفحات التاريخ ذكراها ولكن غرق المدينه تحت الماء كان له فضل كبير في حفظ معظم معالم المدينه على حالتها في صوره ممتازه وبعد اكثر من 1000 سنه على نسيانها بالرغم من وجودها بالقرب من انا رجعت حتى يتحول الاسطوره لحقيقه و تكون بمثابه نافذه فريده على ماضينا المصري القديم ودفعه لاكتشاف المزيد في المستقبل عن عظمه و تاريخ الحضاره المصريه القديمه ..



تعليقات