الكنيسه المعلقه

الكنيسه المعلقه

بقلم / ابرام عبدالرجال ذكي


       

تعتبر الكنيسة المعلقة أحد أهم المعالم الآثارية بمصر القبطية والتي يقصدها السائحون فور وصولهم لهذا البلد نظراً لأهميتها التاريخية وبنائها الفني المعماري المميز الذي يجعل منها مزاراً سيا حياً وتحمل الكثير من الأحداث التاريخية , فقد تم تشييدها على أعلى بوابة الحصن الروماني المسمى بحصن بابليون ويرجع بناؤها إلى أواخر القرن الرابع وبداية القرن الخامس الميلادى واستغرق ترميمها 16 عاماً.
  
نشأتها وموقعها:-

تقع الكنيسة داخل حي مصر القديمة على بعد أمتار من جامع عمرو بن العاص , و معبد بن عزرا اليهودي و كنيسة القديس مينا بجوار حصن بابلبون وكنيسة الشهيد مرقوريوس المعروف بأبو سفين, كما تقع بجنوب المتحف القبطي وتضم 13 عمودًا عملاقًا يمثلون المسيح والرسل الاثنى عشر.

تُعتبر هذه الكنيسة هى أول مقر بابوي في القاهرة وكانت تعقد بها كثير من الاحتفالات الدينية المسيحية الكبرى و لعل ما تشتهر به تلك الكنيسة هى الايقونات  الموزعة على جدرانها و التي تبلغ 90 أيقونة و لذلك تسعى وزارة الآثار دائمًا للحفاظ على الآثار المصرية و المحافظة على معالمها التاريخية.

تعتبر الكنيسة المعلقة هي أقدم الكنائس المصرية التي لا تزال باقية في مصر وسميت بهذا الاسم لانها بنيت على برجين من الأبراج القديمة للحصن الرومانى حصن بابليون الذي بناه الإمبراطور تراجان في القرن الثاني الميلادي.

تحمل أخشاب العمارة الموجودة بالمتحف القبطي المجاور للكنيسة المعلقة الأدلة التاريخية التي تؤكد على وجود آثار لبناء الكنيسة يعود إلى أواخر القرن الرابع وأول القرن الخامس الميلادي, وتمثل دخول السيد المسيح إلى أورشليم كما شهدت هذه الكنيسة الكثير من رسامة البطاركة كما كانت تعقد .

تذهب بعض الورايات إلى أن الكنيسة المعلقة بنيت على أنقاض مكان احتمت به العائلة المقدسة السيدة العذراء والمسيح الطفل و القديس يوسف النجار,أثناء الثلاث سنوات التي قضوها في مصر إستنادا إلى الكتاب المقدس اثناء هروب العائلة المقدسة الى مصر من هيرود حاكم فلسطين الذي كان قد أمر بقتل الاطفال تخوفا، والبعض يرى أنها مكان للخلوة كانت تعيش فيه إحدى الراهبات فى أحد السراديب الصخرية المحفورة.
 اهميه بناء هذه الكنيسه:-

لعل أهمية هذه الكنيسة ترجع إلى أنها كانت أول مقر بابوي في القاهرة حيث استخدمها البطريرك السادس عشر "خرستوذولوس " وكان العرب يلقبوه "عبدالمسيح" فى القرن السابع بصفة غير رسمية واستمر ذلك حتي القرن الثالث عشر بعدها انتقل المقر البابوي إلى كنيسة الروم بحارة الروم ثم كنيسة العذراء بحارة زويلة و انتهاء بالمقر الحالى بالبطريركية المرقسية بالعباسية, وقد دفن بها عدد من البطاركة في القرنين الحادي والثاني عشر لا تزال لهم أيقونات داخل الكنيسة تضاء لها الشموع, كما كانت تقام بها المحاكمات للكهنة والاساقفة تعتبر مزارا مهما للأقباط تحمل الكثير عن التاريخ القبطي فى عصور مختلفة.

      
-فبعد سيامة البابا خرستوذولس انتقل من الكنيسة المرقسية بالإسكندرية إلى القاهرة واتخذ الكنيسة المعلقة بظاهر الفسطاط مقراً له كما جدد كنيسة القديس مرقريوس وجعلها كاتدرائية كبرى ومركزاً لكرسيه, و جعل أيضًا كنيسة العذراء في حي الأورام مقراً له يأوى إليه عند اللزوم برضي أسقف بابيلون, و لعل السبب في انتقاله من الإسكندرية إلى القاهره هو زيادة عدد المسيحيين آنذاك وارتباطه بالحكومة فصار البابا يعين أسقفًا للإسكندرية باسم وكيل الكزارة المرقسية, كما هو الحال لقداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية.

جدير بالذكر أنه تم تجديد هذه الكنيسة عدة مرات خلال العصر الإسلامي وأول مرة كانت فى خلافة هاورن الرشيد حينما طلب البطريرك الانبا مرقس من الوالي الإذن بتجديد الكنيسة وثاني مرة فى عهد عبدالعزيز.

اهم القطع الاثريه التى توجد فى الكنيسه المعلقه:-

1-الاعمدة الرخاميه فى صحن الكنيسه والتيجان
2-المنبر الرخامى الرائع 
3-الهياكل واحجبتها والحشوات المنقوشه 
4-الفرسك"الرسوم الجصيه"فى كنيسه القديس تكلا هيمانوت الحبشي الموجودة بالكنيسه الصغيره 
5-الايقونات 

وبهذا نكون قد انتهينا من حديثنا عن الكنيسه المعلقه.

تعليقات